الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"إحنا بتوع الأتوبيس".. الميلاد الفني الحقيقي للزعيم

الفنان عادل إمام
الفنان عادل إمام في لقطة من فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"

واحد وثمانون عامًا مرت على ميلاد الزعيم، الفنان الكبير عادل إمام صاحب الإرث الفني الغزير في الفن المصري ما بين المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، ناسجًا أعمالاً مهمة تُعد من كلاسيكيات هوليوود الشرق.


(المخرج حسين كمال)

كانت بدايات الزعيم، كوميدية في العام 1963 من خلال مسرحية "ثورة القرية"، أول أعمال المخرج الصاعد القادم من فرنسا، حسين كمال الذي وجد فيه سمات الكوميديان الإستثنائي رغم إلحاحه بالدخول في عالم التراجيديا، مُسندًا له دور بائع عسلية، مرددًا كوبليهًا ضاحكًا جذب إنتباه الجمهور لخفة ظله المتجددة.


(بوستر فيلم إحنا بتوع الأتوبيس)

توالت الأعوام، وإستجاب حسين كمال لرغبة الكوميديان الكبير عقب ستة عشر عامًا، في العام 1979 حينما أسند له دور البطولة في الفيلم الدرامي "إحنا بتوع الأتوبيس"، عن رواية "حوار خلف الأسوار" للكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي، متناولاً إرهاصات ومقدمات هزيمة العام 1967 في حرب الأيام الست من خلال عالم المعتقلات عبر سيناريو وحوار فاروق صبري.


(الكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي)

شارك في بطولة الفيلم : عبد المنعم مدبولي، مشيرة إسماعيل، عقيلة راتب، إسعاد يونس، سعيد عبد الغني، جمال إسماعيل، يونس شلبي، وجدي العربي، إبراهيم سعفان.

إستعان كمال بالموسيقار بليغ حمدي كما حدث في فيلم "شئ من الخوف" في العام 1969، ناحتًا صرحًا فنيًا قيمًا على نفس المستوى من خلال كلمات سيد مرسي وصوت سوزان عطية والكورال.


(الموسيقار بليغ حمدي)

استطاع حسين كمال إخراج مكنونات الزعيم التمثيلية، مع إظهاره لتراجيديان كبير أتى من عالم الكوميديا، هو الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، أستاذ الزعيم الذي أثبت للجميع قدرته التراجيدية الفائقة كخبرته الكوميدية المتمكنة.


(يونس شلبي وإبراهيم سعفان من فيلم إحنا بتوع الأتوبيس)

ساهم الفيلم أيضًا في إبراز نجمًا صحفيًا في عالم التمثيل، هو الفنان سعيد عبد الغني أبرع من جسد شخصية ضابط المعتقلات، "رمزي بيه"، مضاهيًا براعة الفنان كمال الشناوي في شخصية "خالد صفوان"، في فيلم "الكرنك" سنة 1975.


(عادل إمام وعبد المنعم مدبولي في لقطة من الفيلم)

تعرض الفيلم لتعنتات رقابية لحساسية موضوعه، ورغم ذلك عُرض في 22 أكتوبر من العام 1979 وشاءت الأقدار أن يأتي عرض الفيلم تزامنًا مع عرض مسلسل "أحلام الفتي الطائر"، كصيغة توكيدية على براعة الزعيم التمثيلية ما بين عالمي الكوميديا والتراجيديا.

خطت الأقلام بمداد النقاد، دخول عادل إمام لعالم النجومية عن جدارة وإستحقاق نظير ما إكتسبه من مشاركاته المتعددة مع أساطين الفن بمدارسهم المختلفة، وهو ما برز بأداءه المذهل، وقدرته على إنتزاع دموعنا وحسراتنا مثل إنتزاعه لضحكاتنا من قبل.