الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

تدمير البنايات وخراب البنية التحتية.. من سيتحمل إعادة إعمار غزة؟

الرئيس نيوز



تدمير غير مسبوق يعيشه قطاع غزة الفلسطيني، جراء القصف الإسرائيلي المتوالي والشرس منذ أكثر من أسبوع حتى الآن والذي أدى إلى تدمير مئات المباني والعديد من الخدمات والبنى التحتية، ليضيف حملا ثقيلا آخر على أهالي القطاع لإعادة إعمار هذه المناطق المهدمة الجديدة التي ستضاف إلى إرث ثقيل لم يتم إعادة إعماره منذ الحروب الماضية.

المتابع لعمليات القصف الإسرائيلي في القطاع، يجد تركيزا هاما وشرسا من قبل إسرائيل في هدم المباني والمنازل والخدمات، لفرض مزيدا من الضغط على أهالي القطاع، والتأكد من أن أعوامهم القادمة سيقضوها في البحث عن موارد من أجل إعادة إعمارها، وهي موارد لن تكون متاحة بشكل سهل، سواء من الجانب المادي أو من جانب مواد البناء التي يحتاجونها.

وخلال أمس الأحد، شنت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية، ضربات قوية، دمرت جزء كبير من حي الرمال غرب مدينة غزة، وخلفت 35 قتيلا. هذه التدمير، يضاف إلى 500 وحدة سكنية تم تدميرها بواسطة القصف الإسرائيلي على مدار الأيام الماضية، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في القطاع.

إلى جانب ذلك، فالبنوك والمجمعات الاقتصادية والبنية التحتية هي هدف رئيسي للطيران الأسرائيلي الذي يحلق فوق القطاع، ففي يوم واحد، ضرب الطيران المقر الرئيسي لبنك الإنتاج والذي سبق وتم تدمير العديد من فروعه، ومجمع أنصار الذي يضم مقرات أمنية، ومبنى الجلاء، كما ضرب محطة مياه تخدم 10 آلاف منزلا.

وبالتوازي، حذر برنامج الأغذية العالمي، من "عدم قدرة كثير من الفلسطينيين في غزة على تحمل مزيد من الضغط"، مشيرا إلى أن الناس يعيشون في غزة أصلا على حافة الفقر، والكثير من العائلات لا تجد ما تسد به الرمق، وساءت أوضاعهم أكثر، وموضحا أن الظروف الحالية قد تفجر أزمة تمتد إلى كامل المنطقة".

عبء ونقص موارد لإعادة الإعمار

في تقرير نشره مركز "الميزان لحقوق الإنسان" الفلسطيني، أوضح أنه منذ عام 2008، وحتى منتصف 2019، تم تدمير أكثر من 46 ألف سكنا، كان يقطنها 392 ألف نسمة في غزة، أي ما يعادل 19،6% من عدد سكان القطاع.

ومنذ حرب 2014 الأخيرة التي تسببت في تدمير آلاف المنازل، لم تنته عمليات إعادة إعمار المنازل السكنية، حيث يحتاج 200 منزل مدمر كليا لمبلغ 80 مليون دولار، في حين يحتاج 73 ألف منزل لإعادة تأهيل بقيمة 90 مليون دولار.

هذا الرقم لا يتوقف، إذ سيضاف إليه عدد المنازل التي ستدمر خلال الحملة الشرسة الحالية التي تشنها إسرائيل. فوفقا لنفس المركز، فإن قطاع غزة يعاني من أزمة سكن متفاقمة، مع ازدياد الكثافة السكانية، وانخفاض عدد المساكن، ولاسيما بسبب التدمير.

ووفقا للمعطيات الحالية، فإن إعادة الإعمار الحالية، تصبح أكثر صعوبة، بسبب الظروف التي يعيشها أهالي القطاع، فوفقا للبيانات الرسمية، فإن 53% من أعال القطاع يعيشون تحت خط الفقر، بينما 52% يعانون من البطالة، مما يعني غياب أي سيولة مالية للقيام بإعادة الإعمار.

يضاف إلى ذلك، صعوبة الحصول على مواد البناء، بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وذلك في تعمد لإعاقة إعمار المساكن التي يتم تدميرها.