صحيفة إسرائيلية: مصر الرهان الوحيد الرابح لوقف إطلاق النار
وصفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية ووصفت الصحيفة حملة نتيناهو العسكرية ضد القطاع بأن "أهدافها غير متبلورة"، مثل استعادة الردع أو ضرب حماس بضربات "لم تتخيلها قط" رداً على الصواريخ"، الأمر الذي حرم نتنياهو نفسه من أي مخرج واضح من المواجهة الجارية.
وتساءلت الصحيفة كم عدد المنازل التي يجب هدمها، وكم عدد الضحايا الإسرائيليين الذين يجب قتلهم قبل أن تدعي إسرائيل انتصارها؟ فالأمر يعتمد كليا على معايير إسرائي،. ويبدو الآن أن إسرائيل لم تستوفِ بعد نصيبها من الموت والدمار بالقدر الكافي لتحقيق نصر عسكري، ولم تلحق بغزة ما يرضي غروها من الدمار في قطاع غزة.
ولهذا السبب، رفضت إسرائيل عروض الوساطة من مصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ظاهريًا، لا يزال بإمكان إسرائيل الاعتماد على دعم البيت الأبيض لحقها في الدفاع عن النفس والبيان الأمريكي الذي يعتبر الرد على صواريخ غزة متناسبًا.
إلى جانب إرسال المبعوث الأمريكي هادي عمرو، نائب مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، للقاء قادة من الجانبين، أظهر الرئيس جو بايدن درجة من اللامبالاة تجاه القتال الدائر، وامتنع عن توجيه توبيخ حاد لأي من الجانبين لصالح الآخر، واكتفى بايدن بعبارات مثل "توقعاتي وآمل أن يتم وقف ما يدور هناك عاجلاً وليس آجلاً"، كما لو كان يتحدث عن مباراة بيسبول مخيبة للآمال.
بل تجنب بايدن انعقاد مجلس الأمن الأممي على أساس أنه قد يؤثر سلباً على جهود الوساطة، رغم علمه بأن هذه الجهود لا تلقى في أي حال من الأحوال آذاناً صاغية.
ولكن حوار بايدن مع نتنياهو لا يغير حقيقة أن الرئيس الأمريكي منزعج من فكرة الانخراط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام وجولة القتال الحالية بشكل خاص. يريد بايدن تجنب إحراج نفسه أمام موكله في القدس الذي يتأكد من تذكيره بأن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري لحماية نفسها، سواء في مدينة غزة أو في طهران، وسواء أحببت واشنطن ذلك أم لا.
تقوم الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة بإجراء محادثات مع رؤساء الدول المعنية - إسرائيل ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار. من دون سياسة أمريكية تملي أو حتى توجه جهود الوساطة، تبقى قنوات الاتصال الإقليمية مفتوحة.
مصر الرهان الوحيد الرابح
بشكل أساسي تجرى الاتصالات مع المسؤولين المصريين وقادة حماس ونظرائهم الإسرائيليين، تليها جهود دبلوماسية من القاهرة إلى الرياض وعمان وأبو ظبي، وتتضمن مطالبات جميع القوى الإقليمية المعتدلة بوقف إطلاق النار والعودة إلى التفاهم الذي تم التوصل إليه بعد الاشتباكات على طول السياج الحدودي قبل نحو عامين. لكن هذه المرة، لم تغلق القاهرة حدودها مع القطاع في رفح، ويبدو من غير المرجح أن تفعل ذلك، من جانبها، لم تمنع إسرائيل التحويلات النقدية الشهرية من قطر إلى غزة.
وبحسب مصادر في السلطة الفلسطينية وفي حماس، فإن حماس التي تسيطر على القطاع تتمسك بمطالبتها بانسحاب القوات الإسرائيلية من الحرم القدسي، كشرط لوقف الهجوم الصاروخي على القدس.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن التحدي الرئيسي الذي تواجهه مصر في الوقت الحالي هو إقناع إسرائيل بالتراجع عن عمليتها العسكرية في غزة وحاجة إسرائيل ذاتها لتخفيف التوترات في الحرم القدسي الشريف.
لكن في إسرائيل، يُنظر إلى هذه النقاط كتنازل لصالح حماس، لأن أي انسحاب إسرائيلي في الحرم القدسي سيعتبر من الآن فصاعدًا انتصارًا لحماس. هناك طريقة محتملة للتغلب على هذا اللغز، وهي أن تتفاوض إسرائيل والأردن على الترتيبات الأمنية في الموقع وتجنب ظهور تنازلات إسرائيلية لحماس.
مشكلة أخرى تتعلق بالضمانات التي ستطلبها إسرائيل من حماس للحصول على فترة تهدئة أطول. واعتمدت جميع الاتفاقات السابقة على ضمانات والتزامات مصرية، مع تعهد قطر بعمليات مدنية في القطاع، فشلت هذه الضمانات في وقف المواجهات حول الحرم القدسي، ووضعت مصر في موقف دقيق مع صعوبة إقناع إسرائيل بالانسحاب.
في الوقت نفسه، أكدت الصحيفة أن مصر هي الأكثر فاعلية في تلك القضية، وعلى إسرائيل أن تكون أكثر مرونة تجاه مصر في المفاوضات من أجل إنهاء المواجهات.