السيسي والبرهان يؤكدان التمسك بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء سد النهضة
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم في العاصمة الفرنسية باريس مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
وتبادل الطرفان الرؤى فيما يخص تطورات ملف سد النهضة، حيث تم تأكيد التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني بإعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل وملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
يأتي ذلك في ظل زيارة الرئيس السيسي الحالية لفرنسا، والتي من المقرر أن يقابل السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون غدًا في قصر الإيليزيه.
من جانبه؛ أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن التقدير العميق الذي تكنه السودان تجاه جهود مصر بقيادة الرئيس لدعم السودان في المرحلة الانتقالية التي يمر بها وهو ما تجسد في حرص الرئيس على المشاركة الشخصية في مؤتمر باريس الحالي لدعم السودان وهو ما يرسخ قوة الروابط الممتدة التى تجمع البلدين الشقيقين، مشيداً في هذا الصدد بالجهود المتبادلة للارتقاء بأواصر التعاون المشترك بين البلدين، والدعم المصري غير المحدود من خلال مختلف المحافل للحفاظ على سلامة واستقرار السودان.
كما أكد الفريق "البرهان" وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، وحرص السودان على توفير المناخ الداعم لذلك في مختلف المجالات التنموية الاستراتيجية، فضلاً عن تعويلها على الدور المصري الداعم للجهود السودانية الجارية لإسقاط وإعادة جدولة الديون الخارجية عليها، وكذا الاستفادة من نقل التجربة المصرية الملهمة في الإصـلاح الاقتصادي وتدريـب الكوادر السودانية والمساعدة على مواجهة التحديات في هذا الصدد، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين.
وشهد اللقاء استعراضاً لمجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التنسيق القائم بين الجانبين، لاسيما في ظل تبادل الزيارات السياسية المكثفة خلال الفترة الأخيرة، مع تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى الزخم القائم في العلاقات الثنائية، خاصة ما تم من تكثيف للتعاون العسكري المشترك، من خلال إقامة مناورات "نسور النيل 2" المشتركة بالقاعدة الجوية بمدينة مروي، وهو ما عكس القناعة السياسية المتبادلة لدى البلدين الشقيقين بأن أمنهما القومى لا يمكن أن ينفصل.
كما شهد اللقاء كذلك استعراض آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية، فضلاً عن التطورات المتعلقة بعدد من الأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، حيث تم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.