الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تحقيقات وحوارات

سد النهضة محلك سر.. وخبراء: الرؤية الأمريكية "ضعيقة وبلا حلول"

الرئيس نيوز

فى ظل استمرار أزمة فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، وعدم التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وإعلان إثيوبيا عزمها على الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، أنهى المبعوث الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان زيارته الأولى للمنطقة كمبعوث أمريكي إلى مصر وإريتريا والسودان وإثيوبيا. 

وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة عن التزامها بمعالجة الأزمات الإقليمية المترابطة ودعم القرن الأفريقي ليكون منطقة مزدهرة ومستقرّة، حيث يكون لمواطنيها رأي في حكمهم وتكون الحكومات مسؤولة أمام مواطنيها.

كما أكد الالتزام بالعمل مع الشركاء الدوليين لتسهيل حلّ نقاط التوتر الإقليمية مثل النزاع حول سدّ النهضة الإثيوبي والصراع على حدود السودان لكيلا تقوّض هذه النزاعات التقدّم الهش الذي تم إحرازه منذ الثورة.

كما أكّد المبعوث الخاص فيلتمان في مناقشاته مع القادة في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، يمكن التوفيق بين مخاوف مصر والسودان بشأن الأمن المائي وسلامة وتشغيل السدّ مع احتياجات التنمية في إثيوبيا من خلال مفاوضات جوهرية وهادفة بين الأطراف في إطار قيادة الاتحاد الأفريقي، والتي يجب أن تستأنف على وجه السرعة.

وأشار إلى أن إعلان المبادئ لعام 2015 الذي وقع عليه الطرفان وبيان يوليو 2020 الصادر عن مكتب الاتحاد الأفريقي قد أرسيا الأساس لمهمة لهذه المفاوضات، والولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي والفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة.

من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة المبعوث الأمريكى جاءت أولاً لحماية المصالح الأمريكية بمنطقة القرن الأفريقى ومايتعلق بها، وهذا يتضح من ترتيب الأولويات لقضايا المنطقة، التى يأتى فى نهايتها سد النهضة رغم أنه بدأ بزيارة مصر، كما يتضح من البيان أن أمريكا لن تكون راعية للمفاوضات القادمة بل ستكون بقيادة الاتحاد الأفريقى، وأكدت أيضا على استئناف التفاوض اعتمادا على إعلان مبادئ سد النهضة، وبيان الاتحاد الأفريقى الذى لايوجد فيه أى شئ سوى الموافقة على التفاوض.

أزمة سد النهضة بدون حلول 

وأكد رسلان أن الولايات المتحدة تجاهلت جهود المفاوضات على مدار أربعة أشهر فى واشنطن من نوفمبر 2019 حتى فبراير من العام الماضي، والتى وصلت إلى صياغة نهائية بدعم من خبراء البنك الدولى، إلا أن إثيوبيا تغيبت يوم التوقيع عليها، ووقعت مصر بالأحرف الأولى وامتنعت السودان عن التوقيع، ومن ثم عدم البناء على هذه المفاوضات، بالإضافة إلى أنها تجاهلت أيضا مفاوضات الجولة السادسة بقيادة الاتحاد الأفريقى برئاسة جنوب أفريقيا على مدار أكثر من سبعة أشهر.

لافتاً إلى أن ذلك يوحى بأن المفاوضات القادمة إما أن تكون مركزة على اتفاق جزئى خاص بالتخزين الثانى فقط فى الوقت الراهن، أو تبدأ من الصفر فى مناقشة قواعد الملء والتشغيل، وربما قضايا جديدة قد تطرحها إثيوبيا مثل الحصحصة والاتفاقيات التاريخية وفى هذه الحالة يصعب الوصول إلى اتفاق شامل قبل يوليو القادم.

رؤية أمريكية ضعيفة بدون دور في سد النهضة 


كما أكد خبير المياه أن الرؤية الأمريكية المقترحة ضعيفة ولاتعطى الولايات المتحدة أى دور فعال فى المفاوضات، وتترك الأطراف الثلاثة يواجهوا مصيرهم دون وجود طرف دولى فعال للتوفيق بينهم، كما هى تبنى لما أرادته إثيوبيا من اتفاق جزئى على التخزين الثانى برعاية الاتحاد الأفريقى دون وجود طرف دولى فعال. أين لغة تبادل المصالح، إذا كان لمصر مصلحة فإن أمريكا لها مصالح عديدة فى الشرق الأوسط.

وشدد رسلان على ضرورة التنسيق بين مصر والسودان أكثر من أى وقت مضى ورفض التفاوض على التخزين الثانى فقط، والبناء على نتائج المفاوضات السابقة ووضع جدول زمنى ينتهى بنهاية يونيو المقبل، وتعزيز دور اللجنة الدولية فى المفاوضات.

أمريكا تتخوف من استمرار أزمة سد النهضة 

من جهته أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها تخوفات من تعقد الملف وصعوبة التوصل لاتفاق، بالإضافة إلى ضرورة عدم الرضوخ للتعنت وسياسات فرض الأمر الواقع الإثيوبية والتحكم في مستقبل مصر.

وأكد الدكتور أحمد المفتى خبير الموارد المائية السودانية، أنه بات من الضروري أن يحدد السودان ومصر ، اليوم قبل الغد للإتحاد الافريقي لادخال مطالبهم في الاتفاق الملزم الذي يدعو له الاتحاد في مبادرته ، وذلك الي جانب شواغل الملء والتشغيل وإدارة السد. 
كما أنه من الممكن فى حالة عدم وجود متسع من الوقت بمناقشة تلك المطالب أن يتم تأجيل الملء الثاني إلى حين الوصول الي اتفاق ملزم حولها ،حتى لو ترتب على ذلك دفع تعويضات لإثيوبيا. 

وأوضح خبير الموارد المائية السودانية أن تحديد أيام معدودات لأخذ مطالب كل من السودان ومصر في الاعتبار أو تأجيل الملء الثاني ، وبخلاف ذلك تصبح المبادرة الافريقية مخدرا لصالح الملء الثاني واستسلاما للأمر الواقع.