دبلوماسيا واستخباراتيا.. مصر تواصل جهودها للتهدئة في غزة
يهدد تصاعد العنف والهجمات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالتوسع على كلا الجانبين حتى في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة ودول أخرى، أبرزها مصر وتونس والأردن، عن طرق للتوسط في السلام وهي مهمة صعبة نظرًا لأن جذور الصراع وانعدام الثقة عميقة ومعقدة ومتشعبة، وغالبًا ما تسبق إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.
كانت صحيفة USA Today قد سلطت الضوء على تصريحات مسؤولين في المخابرات المصرية حول زيارة وفد أمني مصري رفيع المستوى إلى تل أبيب لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين في إطار الجهود المبذولة للتفاوض على وقف إطلاق النار في الصراع المتصاعد مع غزة.
وتحدث المسؤولان بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأنه لم يُسمح لهما بإطلاع وسائل الإعلام على كواليس المباحثات المصرية الإسرائيلية. والتقى نفس الوفد مع مسؤولي حماس في قطاع غزة أولاً، وعبر إلى إسرائيل برًا.
ولعبت مصر في الماضي دور الوساطة بين الجانبين بشكل فعال.
كما ندد وزير الخارجية سامح شكري بالهجمات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازي. وقال إنه من المهم للجانبين تجنب التصعيد وتجنب أي لجوء إلى الوسائل العسكرية.
احتفل الفلسطينيون المنهكون بشكل حزين بنهاية شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، حيث تبادلت المقاومة وإسرائيل المزيد من الصواريخ والغارات الجوية واستعر العنف بين اليهود والعرب في جميع أنحاء إسرائيل.
اللافت هو أن العنف قد وصل إلى عمق إسرائيل أكثر من أي وقت مضى منذ الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وانتشرت المصادمات بين العرب واليهود في الشوارع، وحرق إطارات السيارات، وتم إلغاء الرحلات الجوية أو تحويل مسارها بعيدًا عن المطار الرئيسي في إسرائيل.
وعلق موقع Voice of America الإخباري على تواصل جهود الوساطة العالمية لإنهاء القتال الدائر في الأراضي الفلسطينية، حيث يضغط المسؤولون المصريون على حماس، والولايات المتحدة وآخرون يتواصلون مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب.
ونقلت رويترز عن مسؤول فلسطيني قوله "المحادثات اتخذت مسارًا حقيقيًا وجادًا أمس الجمعة". والوسطاء من مصر وتونس والأردن والأمم المتحدة يكثفون اتصالاتهم مع جميع الأطراف في محاولة لاستعادة الهدوء، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
ومع انتشار أنباء وصول المسؤولين أطلقت حماس نحو 100 صاروخ باتجاه جنوب ووسط إسرائيل. وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بينما قال إنه يأمل أن ينتهي القتال "عاجلاً وليس آجلاً".
ووفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست عرضت مصر على إسرائيل اتفاقًا لمدة عام لوقف إطلاق النار، في إطار وساطة بين إسرائيل وحماس، بحسب تقرير لشبكة العربية في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة.