سد النهضة آخر الأولويات.. حصاد جولة المبعوث الأمريكي إلى مصر وشرق أفريقيا

وتمر منطقة القرن الأفريقي بمنعطف مهم، وتعد القرارات التي ستتخذ خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ذات تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة وكذلك على المصالح الأمريكية، وفقًا لتقرير نشره موقع Mirage News الأمريكي.

أعربت الولايات المتحدة عن التزامها بمعالجة الأزمات الإقليمية المترابطة ودعم فرص الازدهار والاستقرار بالقرن الأفريقي حيث يكون لمواطني دول المنطقة صوت في حكمهم وتكون الحكومات مسؤولة أمام مواطنيها.

وأضاف التقرير: "إن إثيوبيا ذات السيادة والموحدة جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية. ومع ذلك، أعربت واشنطن عن الشعور بقلق عميق إزاء تصاعد التمييز والاستقطاب السياسي والعرقي في جميع أنحاء البلاد، علاوة على الفظائع التي ترتكب في إقليم تيجراي وحجم حالة الطوارئ الإنسانية المتفاقمة وغير المقبولة".

وتوقع التقرير أن تعمل الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا الدوليين لتأمين وقف إطلاق النار في إقليم تيجراي المبتلى بالصراع، وإنهاء هذا الصراع الوحشي، وتوفير المساعدة المنقذة للحياة التي تمس الحاجة إليها، ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان".

تعد الأزمة في تيجراي أيضًا أحد أعراض مجموعة أوسع من التحديات الوطنية التي عرّضت للخطر الإصلاحات الهادفة. كما ناقش المبعوث الخاص فيلتمان مع رئيس الوزراء آبي أحمد وغيره من القادة الإثيوبيين، بحسب الصحيفة. 

وفي أسمرة، أكد المبعوث الخاص فيلتمان للرئيس أسياس أفورقي على ضرورة انسحاب القوات الإريترية من إثيوبيا على الفور.

وتعتقد الخارجية الأمريكية أن الانتقال السياسي في السودان فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الجيل ويمكن أن تكون بمثابة نموذج للمنطقة. 

كما أكد المبعوث الخاص فيلتمان لقيادة السودان، ستستمر الولايات المتحدة في دعم انتقال هذا البلد المستمر في مسيرته إلى الديمقراطية حتى يتمكن السودان من المطالبة بمكانته كلاعب إقليمي مسؤول بعد ثلاثة عقود كقوة مزعزعة للاستقرار.

أكد فيلتمان التزام أمريكا بالعمل مع الشركاء الدوليين لتسهيل حل نقاط التوتر الإقليمية - مثل النزاع على السد الإثيوبي على النيل الأزرق المثير لجدل كبير، والصراع على حدود السودان - حتى لا تقوض التطورات في تلك الملفات الملتهبة التقدم الهش الذي تم إحرازه منذ الثورة السودانية.

كما ناقش المبعوث الخاص فيلتمان مع القادة في أديس أبابا والقاهرة والخرطوم، كيف يمكن التوفيق بين مخاوف مصر والسودان بشأن الأمن المائي وسلامة وتشغيل السد مع احتياجات التنمية في إثيوبيا من خلال مفاوضات جوهرية وموجهة نحو النتائج بين الأطراف المعنية في إطار قيادة الاتحاد الأفريقي، والتي يجب أن تستأنف على وجه السرعة.

ووفقًا لشبكة سي إن إن الإخبارية، دعت وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، مصر والسودان وإثيوبيا إلى مفاوضات جوهرية وهادفة حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدة على ضرورة استئناف المفاوضات عاجلاً. 

وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان، إن الدبلوماسي المخضرم جيفري فيلتمان أنهى زيارته الأولى للمنطقة كمبعوث أمريكي خاص للقرن الأفريقي، والتي قادته إلى مصر وإريتريا والسودان وإثيوبيا في الفترة ما بين 4 و13 مايو 2021.

من جانبه، قال فيلتمان: "نعتقد أن إعلان المبادئ لعام 2015 الذي وقع عليه الأطراف وبيان يوليو 2020 الصادر عن مكتب الاتحاد الأفريقي أسس مهمة لهذه المفاوضات، والولايات المتحدة ملتزمة بتقديم الدعم السياسي والفني لتسهيل التوصل إلى نتيجة ناجحة.

وسيعود المبعوث الخاص إلى المنطقة في وقت قصير لمواصلة الجهود الدبلوماسية المكثفة نيابة عن الرئيس بايدن والوزير أنتوني بلينكن.