الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

نيويورك تايمز: اختيارات صعبة أمام إسرائيل وفلسطين قبل بدء أي مباحثات

الرئيس نيوز

يواجه الإسرائيلون والفلسطينيون اليوم مجموعة من الخيارات الصعبة قبل أن تبدأ أي محادثات، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين اعتقادهم بأنه قد يكون من السابق لأوانه نجاح خفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يحتاج الطرفان أولاً إلى صياغة قصة النصر. 

ونشرت الصحيفة صورة التقطت الخميس شرقي تل أبيب، لمبنى أصيب بصاروخ أطلق من قطاع غزة.

وقال ستيفن إرلانجر، في تقرير نشرته التايمز، مع توجه الولايات المتحدة والوسطاء المصريين إلى إسرائيل يوم الخميس لبدء محادثات خفض التصعيد، كان الخصوم يفكرون في اعتبارات داخلية حساسة قبل الاتفاق على مناقشات بشأن إنهاء العنف.
ويقول المحللون إن على كل من إسرائيل وحماس إيجاد طرق لصياغة قصة النصر لشعبيهما، ولكن المهمة ستكون أسهل بالنسبة لحماس مقارنة بالوضع على الجانب الإسرائيلي.

ووفقًا للتايمز؛ يتعيّن على رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، بنيامين نتنياهو، أن يحسب تأثير القتال على مستقبله السياسي، الذي زاد من تعقيده الاضطرابات الداخلية بين اليهود والعرب الإسرائيليين في العديد من المدن داخل إسرائيل. وأضاف إرلانجر في تقريره: "القرار الحاسم بالنسبة لإسرائيل هو ما إذا كان "النصر" يتطلب إرسال قوات برية إلى غزة، الأمر الذي من شأنه أن يمدد الصراع ويزيد بشكل كبير عدد القتلى والجرحى من الجانبين".

في وقت مبكر من يوم أمس الجمعة، كثفت إسرائيل بشكل حاد هجماتها على غزة وهيكل الأنفاق تحت الأرض، بما في ذلك القصف المدفعي المكثف، لكن القوات الإسرائيلية لم تدخل غزة نفسها - على الأقل حتى الآن. سيكون ذلك تصعيدا كبيرا ضد مقاتلي حماس الذين أطلقوا مئات الصواريخ على إسرائيل. يمكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى إطالة الصراع وزيادة عدد القتلى والجرحى بشكل كبير من كلا الجانبين.

وبالنسبة لحركة حماس، التي سيطرت على غزة على مدى السنوات الـ 13 الماضية وصمدت في حربين رئيسيتين ضد القوات الإسرائيلية، تواجه تحدياتها الخاصة في كيفية تحويل التطورات سريعة الحركة إلى قصة انتصار.

بالنسبة للفلسطينيين، أدى تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى في الشهر الماضي من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى خلق فراغ ترغب حماس في ملئه. 

وتقول حماس إنها الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي، بمخزونه الكبير من الصواريخ المحسنة، يدافع عن الأماكن المقدسة في القدس، ويحول أبو مازن إلى متفرج.

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى نتنياهو وكرر الصيغة المعتادة حول حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وقد أرسل دبلوماسياً ذا خبرة، نائب مساعد وزيرة الخارجية هادي عمرو، للحث على وقف التصعيد من كلا الجانبين.

لكن الولايات المتحدة لا تتحدث مع حماس، وتعتبرها منظمة إرهابية، وأبو مازن ليس لديه سيطرة حقيقية على غزة أو حماس. لذا في جميع الاحتمالات، سيتحدث المبعوث الأمريكي إلى مسؤولي الأمن المصريين، بالنظر إلى أن مصر كانت المحاور المعتاد في ختام جولات الحرب بين إسرائيل وحماس، بما في ذلك آخر مواجهتين كبيرتين، في عامي 2008 و2014.

وأرسلت مصر الخميس مسؤولين أمنيين إلى تل أبيب وغزة لبدء المحادثات، وفقا لما ذكرته صحيفة الأهرام وفضائية العربية.  
وأبرزت التايمز تصريحات وزير الخارجية، السفير سامح شكري، أمام اجتماع لجامعة الدول العربية إن مصر تواصلت مع إسرائيل و"الدول المعنية" الأخرى لمحاولة تهدئة العنف، لكن إسرائيل لم تستجب.

ونقلت التايمز عن الدكتو عبد المنعم سعيد، محلل العلاقات المصرية والإقليمية في القاهرة منذ عقود، قوله إن "مصر ستبذل قصارى جهدها" لصالح الاستقرار الإقليمي. لكنه حذر من أن استخدام نتنياهو للقوات البرية يمكن أن يوسع دائرة العنف ويطيل أمده.

وقال المحلل المصري: "إن القضية أكثر تعقيدًا بكثير من السابق"، مستشهداً بالسياسة الداخلية الإسرائيلية والفلسطينية وجهود مصر "لتوجيه المنطقة بأكملها إلى مستقبل مختلف وأكثر استقراراً".

 مصر لديها نفوذ على حماس بسبب حدودها البرية مع غزة، والتي يمكن للقاهرة إغلاقها متى شاءت.

وقال سعيد: "وبالطبع، ستتحدث مصر مع السعودية والإمارات، أصحاب الأموال، حول إعادة الإعمار في غزة". "لكن المشكلة في إسرائيل لا تتعلق بالتحدث إلى نتنياهو، هذا سهل، ولكن الرياح داخل إسرائيل نفسها، والمنافسة الكبيرة بين مختلف أنواع المحافظين والمتشددين".