الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

غزة وإسرائيل.. هل يغير الصراع استراتيجية بايدن في الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يمارس الضغط من أجل وقف العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنهم مستسلمون لاستمرار الصراع لعدة أيام قادمة.

ومنذ توليه منصبه في يناير 2021، تركزت تحركات بايدن في السياسة الخارجية إلى حد كبير باتجاه الصين وروسيا وإيران. ولكن، أدى التصعيد الحاد في العنف بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية وتزايد عدد الضحايا إلى إجبار إدارة بايدن على إطلاق جهود دبلوماسية بهدف استعادة الهدوء في منطقة شديدة الاضطراب، على حد وصف صحيفة جلوبال تايمز الكندية.

تحدث وزير الخارجية أنتوني بلينكن هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية الأسبوع الماضي ولكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن عباس يبدو غير راغب في كبح جماح الهجمات الصاروخية التي تطلقها المقاومة على أهداف إسرائيلية. ونتيجة لذلك، تواصلت إدارة بايدن مع عدد من الدول العربية الإقليمية لحملها على ممارسة نفوذها على المقاومة من أجل وقف العنف.

قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي إن مصر وتونس ودول أخرى في المنطقة يمكن أن تلعب دورًا قصير المدى في تهدئة الصراع الجاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكانت الاستراتيجية الأمريكية استراتيجية أساسية: وقف العنف واستعادة ما وصفه المسؤولون بالهدوء الدائم. لكن حتى هذا كان بعيد المنال.

وقال بايدن للصحفيين إنه "لم يكن هناك رد فعل مبالغ فيه" من قبل الإسرائيليين على الهجمات، حيث نجحت الآلة الإعلامية في الولايات المتحدة في نقل انطباع للرأي العام يظهر إسرائيل في موقف "دفاع عن النفس"؛ لذا قال بايدن: "السؤال هو كيف وصلوا إلى نقطة يوجد فيها انخفاض كبير في الهجمات، لا سيما الهجمات الصاروخية التي يتم إطلاقها بشكل عشوائي على التجمعات السكانية، إنه عمل لا يزال مستمرًا في الوقت الحالي."

السعي إلى "خفض التصعيد"

قال مسؤول أميركي إن المسؤولين الأميركيين واقعيين في احتمال استمرار العنف إذا لم يتكثف خلال اليومين المقبلين.

وقال بلينكين إن مبعوثا أمريكيا سيتوجه إلى الشرق الأوسط سعيا لتهدئة التوترات حيث ناشد إسرائيل لتجنب سقوط قتلى من المدنيين. وقال بلينكين إن هادي عمرو، نائب مساعد وزيرة الخارجية المسؤول عن الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، سيسافر "على الفور" ويلتقي بالقادة الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال بلينكين للصحفيين "سيحث نيابة عني ونيابة عن الرئيس بايدن على وقف تصعيد العنف". ووصف بلينكين مشاهد قتلى مدنيين فلسطينيين بينهم أطفال بأنها "مروعة" لكنه دافع عن الهجوم الإسرائيلي على غزة ردًا على إطلاق الصواريخ من قبل نشطاء المقاومة الفلسطينية. 

وقال بلينكين: "أعتقد أن إسرائيل تتحمل عبئًا إضافيًا في محاولة القيام بكل ما في وسعها لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، حتى في الوقت الذي ترد فيه بشكل صحيح دفاعًا عن شعبها".

يُظهر إرسال مسؤول كبير إلى منطقة الصراع أن الإدارة الأمريكية لم تعد ترى أن الموقف الثابت الذي حافظت عليه حتى الآن بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو خيار يمكن الاستمار في دعمه.

وأشارت واشنطن إلى تحول بعيدًا عن السياسات المؤيدة بشدة لإسرائيل للرئيس السابق دونالد ترامب من خلال تأييد حل الدولتين للصراع. وجدد بلينكين نفسه دعم الولايات المتحدة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف.

وسط الدعوات إلى الولايات المتحدة لبذل المزيد من الجهد ولكي يتدخل بايدن بشكل مباشرة، من غير الواضح كيف يمكن للرئيس أن ينتصر على كلا الجانبين في الصراع الذي طال أمده والذي تابعه لعقود كسيناتور أمريكي ثم عندما شغل منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما والآن كالمسؤول رقم 1 في البيت الأبيض.

تحركات في الأمم المتحدة

تبدو الولايات المتحدة معزولة في الأمم المتحدة منذ أن كبحت أي تدخل عام لمجلس الأمن في محاولة لإنهاء العنف بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين، مما دفع بعض الدبلوماسيين للتشكيك في استراتيجية واشنطن.

وقال دبلوماسي عربي كبير تحدث مع صحيفة أراب ويكلي اللندنية - شريطة عدم الكشف عن هويته - إن واشنطن لا يبدو أن لديها "استراتيجية واضحة" بشأن كيفية التوسط في هدنة و"هذه هي المشكلة الحقيقية".

ولم تقدم جهود الهدنة التي تبذلها مصر والأردن وأطراف إقليمية أخرى والأمم المتحدة حتى الآن أي مؤشر على إحراز تقدم بينما ترسل الولايات المتحدة مبعوثا إلى المنطقة.

وقال جون ألترمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية والذي يشغل الآن منصب مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "إن المنطقة تشهد الآن أسوأ أعمال عنف منذ سنوات - شنت إسرائيل هجوماً ضد النشطاء في غزة بعد أن أطلقت حماس صواريخ على القدس وتل أبيب بسبب الاشتباكات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان".