الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

وسط تحذيرات من اندلاع «حرب شاملة».. ماذا يفعل مبعوث بايدن إلى الشرق الأوسط؟

الرئيس نيوز

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أمس الأربعاء، أن إدارة بايدن أوفدت دبلوماسيًا كبيرًا في وزارة الخارجية إلى الشرق الأوسط "على الفور" لمحاولة وقف تصعيد الصراع الدامي بين إسرائيل وحركة حماس.

يواجه الرئيس جو بايدن ضغوطًا متزايدة للمساعدة في وقف العنف والقلق الدولي المتزايد بشأن ارتفاع عدد القتلى. ووفقًا لصحيفة USA Today، حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة للشرق الأوسط، تور وينيسلاند من أن الوضع "يتصاعد نحو حرب شاملة".

وأسفر المصادمات الإسرائيلية الفلسطينية عن مقتل ما لا يقل عن 53 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين، وواصلت حماس وإسرائيل تبادل إطلاق الصواريخ والغارات الجوية يوم الأربعاء. وكان من بين القتلى 14 طفلا فلسطينيا وطفلين اسرائيليين في أخطر اندلاع للعنف منذ عام 2014، ولا يبدو هناك ضوء في نهاية الأفق.

كيف بدأت الصدامات؟

أكد بلينكين  أن واشنطن منخرطة بعمق في جميع محاولات وقف الصدامات، لكن منتقدي بايدن يقولون إن تصريحات وزير خارجيته لا تعبر عن حقيقة ما يجري على الأرض.

ويعتقد بيتر بينارت، رئيس تحرير مجلة "تيارات يهودية"، وهي مجلة ذات توجهات يسارية، وأستاذ الصحافة في جامعة مدينة نيويورك أن إدارة بايدن جاءت إلى السلطة بهدف رئيسي واحد: تجنب إسرائيل وفلسطين،" وأشار بينارت إلى أنه عندما تولى باراك أوباما منصبه، عيّن بسرعة مبعوثًا خاصًا ذا قوة عالية، جورج ميتشل، لتحريك عملية السلام.

وكتب بينارت الأربعاء في مقال على موقع Substack للنشر على الإنترنت: "سلم بايدن الملف الإسرائيلي الفلسطيني إلى نائب مساعد وزير الخارجية وهذا يؤكد أن التناقض مع إدارة أوباما لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا".

لم يرشح بايدن سفيراً لإسرائيل، وأغلقت إدارة ترامب القنصلية الأمريكية العامة في القدس، التي كانت بمثابة قناة الاتصال الرئيسية للبيت الأبيض مع الفلسطينيين. ولم يرد السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي على أسئلة بشأن ما إذا كانت الإدارة ستعيد فتح هذا المرفق الدبلوماسي. 

وقالت إن بايدن سيرشح "سفيرًا مؤهلاً وذوي خبرة لدى إسرائيل" في الأسابيع المقبلة، وأن الإدارة وجهت 25 دعوة رفيعة المستوى بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، 10 منها حدثت أمس.

في وقت لاحق من مساء أمس الأربعاء، وقال بايدن للصحفيين إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال "أتوقع وآمل أن يتم وقف هذا التصعيد عاجلاً وليس آجلاً".

ويشكل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اختبارًا كبيرًا لبايدن بينما يسعى لاستعادة القيادة الأمريكية العالمية دون فقدان التركيز على أولوياته المحلية لاحتواء جائحة كوفيد وإنعاش الاقتصاد الأمريكي.

وقال إيلان جولدنبرج، الذي عمل في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في وزارة الخارجية خلال إدارة أوباما. وأشار إلى أن مستشاري بايدن للسياسة الخارجية يركزون على الصين أكثر من الشرق الأوسط.

قال خليل جهشان، المحلل السياسي الفلسطيني الأمريكي والمدير التنفيذي للمركز العربي في واشنطن العاصمة، إن الأزمة تصاعدت بسرعة ويبدو أنها فاجأت الكثيرين، بما في ذلك البيت الأبيض، وعقّب جهشان: "فجأة، عادت قضية فلسطين إلى الشاشة، شئنا أم أبينا.. قدرة الولايات المتحدة على إنهاء الصراع قد تكون "منخفضة للغاية ''

وتابع جهشان أن إدارة بايدن تدخل المعركة الجيوسياسية بعد أربع سنوات فضلت فيها إدارة ترامب بشدة سياسات الاستيطان الإسرائيلية التوسعية، وهو نهج أثار استياء الفلسطينيين.

وما جعل الأمور أسوأ، اضطراب العلاقة بين بين بايدن ونتنياهو. ومع ذلك،  تظل الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها نفوذ على إسرائيل"، ويحتاج بايدن إلى الضغط على نتنياهو للانسحاب. وقال جهشان إن نهج البيت الأبيض كان "عشوائيا" وتقليديًا، حيث يمارس "ضغوطا خفيفة على إسرائيل عند المستويات الأدنى ويدفع الحلفاء العرب لقمة الغضب".

وقال بلينكين إن هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية لبايدن، يتجه إلى المنطقة. وأرسل وزير الخارجية بلينكن الدبلوماسي لمحاولة تهدئة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال "أهم شيء الآن هو أن توقف جميع الأطراف العنف وتهدئة التصعيد ومحاولة التحرك نحو التهدئة".

وذكر آرون ديفيد ميللر، الذي ساعد السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط عبر إدارات متعددة، "إن قدرة إدارة بايدن على إنهاء هذا الصدام الأخير ضعيفة للغاية". وأكد أن إسرائيل وحماس يبدوان مصممين على مواصلة القتال، وبينما تطلق حماس الصواريخ على القدس، فإن البيت الأبيض يكره الضغط على إسرائيل.

وقال ميللر الباحث البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "لن نقول.. إن على إسرائيل أن تتراجع، ليس عندما يغلق مطار بن جوريون ويعيش الإسرائيليون في المخابئ". وذكر أنه إذا احتدم الصراع لأسبوعين آخرين، فقد يتدخل البيت الأبيض بشكل مباشر أكثر. وقال ميلر: "أعتقد أن الموقف الافتراضي هو نفور إداة بايدن من المخاطرة".

وردا على سؤال الأربعاء عما إذا كان الرد الإسرائيلي متناسبًا، نظرًا لارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين، قال بلينكين إن هناك "تمييزًا واضحًا ومطلقًا بين منظمة إرهابية، (يقصد حماس)، التي تمطر الصواريخ بشكل عشوائي - في الواقع، تستهدف المدنيين - ورد اسرائيل الذي يمثل "دفاعًا عن النفس".

وقال وزير الخارجية الأمريكي إن الفلسطينيين "لهم الحق في العيش بأمان"، لكنه لم يذكر أن الصراع بدأ بجهود من المستوطنين الإسرائيليين لطرد العائلات الفلسطينية من منازلهم القديمة في القدس الشرقية.

إذا لم تستطع الولايات المتحدة، فمن يستطيع؟ عيون المراقبين تتجه إلى مصر والأمم المتحدة، فيما أكد جولدنبرج، الزميل البارز في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إن الولايات المتحدة لاعب مهم في الصراع، لكن "علينا أن نكون واقعيين بشأن ما يمكننا القيام به". وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين لا يتواصلون مباشرة مع حماس، وهي منظمة إرهابية وفقًا للسياسات الأمريكية.

وقال جولدنبرج: "أهم الوسطاء هم مصر والأمم المتحدة." وقال إن على بايدن أن يوضح للقادة الإسرائيليين أن الولايات المتحدة ستدعم جهود الوساطة هذه ويطلب من الجهات الدولية الأخرى الابتعاد عن الأمر. وتوقع جولدنبرج أن يتوصل المصريون إلى وقف لإطلاق النار.

هل اقتربت اللحظة الخطرة؟

طرح جولدنبرج السؤال المهم قائلاً: "هل يتحرك الوسيط أيًا كان اسمه وهويته في غضون 48 ساعة أم بعد مرور 50 يومًا، لا أرى أن الموقف الراهن يعد بأي تسوية مبكرة، لذا فنحن نعيش لحظة خطيرة للغاية."