"سيف القدس".. فصائل المقاومة الفلسطينية ترد على جرائم إسرائيل
شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة ليلة ساخنة ضمن معركة "سيف القدس" التي أطلقتها فصائل المقاومة ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس، وسقط أمس عشرات القتلى والمصابين من الجانبين، فيما اضطر الاحتلال لإيقاف رحلات الطيران من وإلى مطار بن جوريون، فضلا عن انفجار خط إيلات عسقلان النفطي، وإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد.
وطالت صواريخ المقاومة الفلسطينية تل أبيب واللد وبئر السبع وعسقلان وأسدود، وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي ادرعي، إن المقاومة في غزة أطلقت 850 صاروخًا نحو إسرائيل، في المقابل استهدفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 130 موقعا للفصائل الفلسطينية، فضلا عن هجمات جديدة فجر اليوم الأربعاء.
واستهدفت بعض الغارات تجمع مقار الأجهزة الأمنية التابع لحماس المعروف باسم الجوازات، وأسفرت عن تدمير المقر الرئيسي لشرطة الحركة، فضلا عن استهداف أبراج سكنية في القطاع، أحدها مكون من 13 طابقا، وهو ما ردت عليه فصائل المقاومة برشقات إضافية من الصواريخ على المدن الإسرائيلية.
وكانت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان أمس، 13 شهيدا فلسطينيا، 12 شهيدا في قطاع غزة، وشهيد بنابلس، و157 إصابة بالضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية وهى الحالات التي وصلت المستشفيات والمراكز الصحية وتلقت الإسعافات والعلاجات فيها، لتصل حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة وفق وزارة الصحة الفلسطينية، 35 قتيل من بينهم 10 أطفال وامرأة، وإصابة 220 آخرين على الأقل.
على جانب آخر، أعلنت الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، مقتل فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحامه لمخيم الفوار جنوب الخليل.
فيما وصل عدد قتلى الإسرائيليين جراء القصف الصاروخي من غزّة إلى 5 قتلى، وأعلنت الشرطة الإسرائيليّة أنّ رجلاً وفتاة قُتلا الأربعاء، في مدينة اللد الإسرائيليّة أثناء وجودهما داخل سيّارة أصابها صاروخ أطلِق من قطاع غزّة.
وقالت الشرطة إنّ الفتاة التي لم يُكشَف عمرها فارقت الحياة على الفور، في حين أنّ الرجل الأربعيني أُعلِنت وفاته لاحقا في المستشفى، من دون أن تُحدّد ما إذا كانت تربط بينهما صلة قرابة.
ووثقت الكاميرات عدد من الصور والفيديوهات لآثار الهجوم الصاروخي الفلسطيني الذي جاء ردًا على هجمات إسرائيلية استهدفت عصر أمس الثلاثاء، برج سكني في قطاع غزة مكون من 12 طابق، وتم تسويته بالأرض.
وأفادت صحيفة صحيفة «معاريف» العبرية بإصابة 3 بجروح متوسطة بعد سقوط صواريخ في «حولون» قرب «تل أبيب»، وأظهرت لقطات الفيديو اشتعال أحد الحافلات جراء سقوط صاروخ. وأظهرت لقطات فيديو حالة الهلع التي أصابت المسافرين في مطار بن جوريون، جراء دوى صافرات الإنذار.
في المقابل، أفادت السلطات الإسرائيلية أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض العديد من الصواريخ، وأكدت مصادر عبرية نشوب حريق كبير في خط نفط بين «إيلات» وعسقلان بفعل صواريخ المـقاومة.
وتصاعدت الاحتجاجات داخل الخط الأخضر، بين عرب 48 والإسرائيليين، في مدن اللد وعكا والرملة، وشهدت مدينة اللد ليلة ساخنة انتهت بإعلان حالة الطوارئ في مدينة اللد وسط البلاد؛ حيث اتهمت الشرطة بعض السكان العرب بالقيام بـ"أعمال شغب واسعة النطاق".
وقال رئيس بلدية اللد يائير رڤيڤو إنه فقد السيطرة كليًا على المدينة والشوارع تشهد حرب أهلية بين العرب واليهود وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدخال الجيش لاستعادة السيطرة.
واتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الثلاثاء، مع وزير الدفاع بيني جانتس على إرسال كتائب تابعة لحرس الحدود من منطقة الضفة الغربية إلى مدينة اللد وبشكل فوري.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة مغلقة لبحث تطورات الأحداث الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن عملية موسعة ضد القطاع، بحسب ما أفادت دبلوماسييون لوكالة رويترز.
وسبق وأن طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بالوقف الفوري لجميع عمليات إجلاء الفلسطينيين عن القدس الشرقية، وقالت إن هذه الإجرءات «قد ترقى إلى جريمة حرب»، وذلك على لسان المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان روبرت كولفيل، أول أمس، مشيرًا إلى أن أوامر الإخلاء بحي الشيخ جراح تنتهك التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي.
وبدأت التوترات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من القدس مع بداية شهر رمضان قبل قرابة 4 أسابيع، حينما احتج الشبان الفلسطينيون على إجراءات إسرائيلية في محيط المسجد الأقصى واقتحام المستوطنين لباحاته، ما فجّر مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية أسفرت عن مئات الإصابات بين الفلسطينيين.
كما شهد حيّ الشيخ جراح، مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية وسكان الحي الفلسطينيين، ومتضامنين معهم. ويحتج الفلسطينيون في الحي على قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية بإجلاء عائلات فلسطينية من المنازل التي شيدتها عام 1956.
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية اسم معركة "سيف القدس" ردا على العدوان الإسرائيلي بحق الأقصى والقدس، بعد تصاعد الاحتجاجات في القدس، بين المقدسيين والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، بعد شروع السلطات الإسرائيلية في إخلاء عدد من المنازل الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.