أزمة سد النهضة.. خبراء: مصر لديها بدائل متعددة وأوراق ضغط
تصاعدت حدة التوتر بين الدول الثلاث " مصر والسودان وإثيوبيا "، بعد استمرار الفشل في التوصل إلى إتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وإعلان إثيوبيا الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، وذلك في خطوة ترفضها مصر مما يؤدي إلى التأثير على أمنها المائى وحصتها من مياه النيل، ورفض سودانى بإعتبارها تمثل خطرا محدقا على سلامة مواطنيها، بالإضافة إلى رفض الرعاية الإفريقية للمفاوضات والمطالبة المصرية السودانية برعاية الأمم المتحدة وواشنطن والاتحادين الأفريقي والأوروبي.
أزمة سد النهضة
كما أن أديس أبابا تنفى أن يكون لعملية الملء الثاني أي أضرار محتملة على دولتي المصب، وتؤكد أنها تحمي السودان من مخاطر الفيضان وسط تمسك بالوساطة الأفريقية فقط.
يأتى ذلك فيما يواصل رئيس الكونغو الديمقراطية لقاءات مع قادة إثيوبيا ومن المنتظر أن يلتقى رئيس الوزراء أبى أحمد، وذلك في أعقاب تأجيل الزيارة يومين، حيث استقبله وزير الرى ومساعدة الخارجية ، مما يشير إلى أنها محاولات لتضييع الوقت وفسل المفاوضات لأن الكونغو، وحسب المتاح من معلومات تطرح مبادرة نهائية وكاملة لموضوع السد خطوط عريضة بتضم كل القضايا فى انتظار صيغة نهائية.
فيلتمان يؤكد جدية أمريكا في حل قضية سد النهضة
وأشارت الخارجية على لسان المتحدث باسمها دينا مفتي، إلى أن لقاءات المبعوث الأميركي كانت ناجحة جدا و"نسعى لنهاية تجعل الكل رابحا"، كما أنها نأمل أن تسفر جهود رئيس الكونغو عن استئناف مفاوضات سد النهضة"، مضيفة أن الموقف الإثيوبي حول سد النهضة لم يتغير ، وتم إبلاغ المبعوث الأميركي بالتمسك بالمفاوضات بقيادة الاتحاد الإفريقي.
وقال دينا مفتي، أن أديس أبابا شددت للمبعوث الأميركي أن أي اتفاق شامل حول تقاسم حصص مياه النيل يجب أن يكون بمشاركة بقية دول الحوض،وذلك خلال محادثات أجراها فيلتمان مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن.
من جانبه جدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان تأكيد واشنطن استمرارها بدعم الجهود لحل أزمة سد النهضة عبر المفاوضات، وإن أديس أبابا شريك استراتيجي لواشنطن، معربا عن اهتمامه بالعمل الثنائي في قضايا السلام والاستقرار، كما جدد المبعوث الأمريكي التأكيد على أن واشنطن ستواصل دعم جهود سد النهضة الإثيوبي للتوصل إلى حل مقبول من خلال مواصلة المفاوضات الثلاثية.
تأتى زيارة فيلتمان لاثيوبيا عقب زيارة الخرطوم والقاهرة، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جادة في حل قضية سد النهضة، نظراً لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.
من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مبادرة الاتحاد الأفريقى مجرد تحرك اجرائى عبر الدعوة لعقد قمة بين رؤساء الدول الثلاث أو رؤساء الحكومات فى الدول الثلاث ، مع حضور رؤساء بقية الدول الأعضاء فى مكتب الاتحاد الأفريقى، وهو إعطاء دفعه للمفاوضات ، حيث سبق أن حدث مرتين فى عهد رئاسة جنوب افريقيا، وفى كل مرة جرى اصدار بيان بما تم الاتفاق عليه .
وأشار خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن مثل هذه الاجتماعات ستكون مجرد تضييع وقت لصالح إثيوبيا وتوفير منصة لها لإطلاق مغالطات وأكاذيب جديدة، وبالتالى يجب التوافق المسبق على تقدم حقيقى نحو اتفاق شامل وملزم ، والعيب فى الحقيقة ليس فى إدارة الكونغو التى تسعى بإخلاص للوصول إلى تسوية ، ولكن العيب فى الطرف الاثيوبى الذى يكذب كما يتنفس ولا يريد أى اتفاق، وكذلك الاتحاد الأفريقى الذى لا يمتلك موارد فنية أو لوجستية كافية ، كما أن قدرته على التأثير على إثيوبيا منعدمة.
اتفاق جزئى على الملء
وأوضح أن مسألة طرح اتفاق جزئى حول الملء الثانى وهو الهراء نفسه الذى تقول به مجموعة الأزمات الدولية، يحمل فى طياته قدرا كبيرا من الوقاحة و الاستخفاف بالعقول، كما أن إثيوبيا تتشبث بالاتحاد الإفريقي لرعاية المفاوضات لأنها تريد فقط استهلاك الوقت، والتآمر الأمريكى والأوروبى أصبح مفضوحا وعلنيا.
من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد قبل تنفيذ رغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة، وبما يحقق الحفاظ على الحقوق المالية، خاصة في ظل التحركات والوساطة الأخيرة، رغم تمهيد إثيوبيا للبدء في الملء الثاني دون اتفاق مع مصر والسودان وقامت بالفعل بفتح المخارج المنخفضة بسد النهضة.
بدائل متعددة لحل الأزمة ومواجهة تعنت إثيوبيا
وأكد الصادق لـ"الرئيس نيوز "، إن المرحلة الحالية بالغة الدقة من تاريخ بلادنا ونيلنا الخالد وهي مرحلة تستلزم الحرص والجدية والوعي بالقول والفعل ، لأن مياه النيل هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين ، وكما قال الرئيس فأن المساس بحصتنا في المياه أو التحكم في مجري النهر دون تعاون وتنسيق مسبق معنا هو خط أحمر بعد أن زاد التوتر عن حدوده الطبيعية، وبعد أن تجاوزت الاستفزازات الإثيوبية حدودها.
كما أنه فى نفس الوقت فإن الرضوخ للتعنت وسياسات فرض الأمر الواقع الإثيوبية والتحكم في مستقبل مصر وأجيالها القادمة أمر يستحيل السكوت عليه مهما كلفنا ذلك، وهناك بدائل متعددة لا تزال متاحة أمامنا منها استمرار مسار التفاوض واستخدام ما لدينا من أوراق تأثير أو ضغط او الاستعانة بالحلفاء من الدول والمؤسسات الدولية.
قد يهمك أيضا:
يأتى ذلك فيما يواصل رئيس الكونغو الديمقراطية لقاءات مع قادة إثيوبيا ومن المنتظر أن يلتقى رئيس الوزراء أبى أحمد، وذلك في أعقاب تأجيل الزيارة يومين، حيث استقبله وزير الرى ومساعدة الخارجية ، مما يشير إلى أنها محاولات لتضييع الوقت وفسل المفاوضات لأن الكونغو، وحسب المتاح من معلومات تطرح مبادرة نهائية وكاملة لموضوع السد خطوط عريضة بتضم كل القضايا فى انتظار صيغة نهائية.
أزمة سد النهضة 2021
وجدد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية تأكيد بلاده على أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده، حيث أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية، اليوم الثلاثاء، للمبعوث الأمريكي تمسكها بمفاوضات دبلوماسية في ملف سد النهضة، وبأهمية التوصل لاتفاق بشأن عملية الملء الثاني والتشغيل فقط، فيما شددت على أنها ماضية في عملية الملء الثاني والذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء السد.فيلتمان يؤكد جدية أمريكا في حل قضية سد النهضة
وأشارت الخارجية على لسان المتحدث باسمها دينا مفتي، إلى أن لقاءات المبعوث الأميركي كانت ناجحة جدا و"نسعى لنهاية تجعل الكل رابحا"، كما أنها نأمل أن تسفر جهود رئيس الكونغو عن استئناف مفاوضات سد النهضة"، مضيفة أن الموقف الإثيوبي حول سد النهضة لم يتغير ، وتم إبلاغ المبعوث الأميركي بالتمسك بالمفاوضات بقيادة الاتحاد الإفريقي.
وقال دينا مفتي، أن أديس أبابا شددت للمبعوث الأميركي أن أي اتفاق شامل حول تقاسم حصص مياه النيل يجب أن يكون بمشاركة بقية دول الحوض،وذلك خلال محادثات أجراها فيلتمان مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن.
من جانبه جدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان تأكيد واشنطن استمرارها بدعم الجهود لحل أزمة سد النهضة عبر المفاوضات، وإن أديس أبابا شريك استراتيجي لواشنطن، معربا عن اهتمامه بالعمل الثنائي في قضايا السلام والاستقرار، كما جدد المبعوث الأمريكي التأكيد على أن واشنطن ستواصل دعم جهود سد النهضة الإثيوبي للتوصل إلى حل مقبول من خلال مواصلة المفاوضات الثلاثية.
تأتى زيارة فيلتمان لاثيوبيا عقب زيارة الخرطوم والقاهرة، مؤكداً أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جادة في حل قضية سد النهضة، نظراً لما تمثله من أهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.
من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مبادرة الاتحاد الأفريقى مجرد تحرك اجرائى عبر الدعوة لعقد قمة بين رؤساء الدول الثلاث أو رؤساء الحكومات فى الدول الثلاث ، مع حضور رؤساء بقية الدول الأعضاء فى مكتب الاتحاد الأفريقى، وهو إعطاء دفعه للمفاوضات ، حيث سبق أن حدث مرتين فى عهد رئاسة جنوب افريقيا، وفى كل مرة جرى اصدار بيان بما تم الاتفاق عليه .
أزمة سد النهضة الاثيوبي
وأكد رسلان، إن إثيوبيا ضربت عرض الحائط بالمقررات الصادرة، ومنها القمة الأولى حيث تم الاتفاق على عدم قيام أى طرف بتصرف إحادى، فقامت إثيوبيا بالملء الاول الاحادى، وفى القمة الثانية تم التوافق على أن المفاوضات تهدف لاتفاق ملزم وشامل، وايضا لم تلتزم إثيوبيا واعلنت أنها لن توقع أى اتفاق ملزم .وأشار خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن مثل هذه الاجتماعات ستكون مجرد تضييع وقت لصالح إثيوبيا وتوفير منصة لها لإطلاق مغالطات وأكاذيب جديدة، وبالتالى يجب التوافق المسبق على تقدم حقيقى نحو اتفاق شامل وملزم ، والعيب فى الحقيقة ليس فى إدارة الكونغو التى تسعى بإخلاص للوصول إلى تسوية ، ولكن العيب فى الطرف الاثيوبى الذى يكذب كما يتنفس ولا يريد أى اتفاق، وكذلك الاتحاد الأفريقى الذى لا يمتلك موارد فنية أو لوجستية كافية ، كما أن قدرته على التأثير على إثيوبيا منعدمة.
اتفاق جزئى على الملء
وأوضح أن مسألة طرح اتفاق جزئى حول الملء الثانى وهو الهراء نفسه الذى تقول به مجموعة الأزمات الدولية، يحمل فى طياته قدرا كبيرا من الوقاحة و الاستخفاف بالعقول، كما أن إثيوبيا تتشبث بالاتحاد الإفريقي لرعاية المفاوضات لأنها تريد فقط استهلاك الوقت، والتآمر الأمريكى والأوروبى أصبح مفضوحا وعلنيا.
من جهته أكد الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين، على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد قبل تنفيذ رغبة إثيوبيا فى إتمام مرحلة الملء الثاني بارادتها المنفردة، وبما يحقق الحفاظ على الحقوق المالية، خاصة في ظل التحركات والوساطة الأخيرة، رغم تمهيد إثيوبيا للبدء في الملء الثاني دون اتفاق مع مصر والسودان وقامت بالفعل بفتح المخارج المنخفضة بسد النهضة.
بدائل متعددة لحل الأزمة ومواجهة تعنت إثيوبيا
وأكد الصادق لـ"الرئيس نيوز "، إن المرحلة الحالية بالغة الدقة من تاريخ بلادنا ونيلنا الخالد وهي مرحلة تستلزم الحرص والجدية والوعي بالقول والفعل ، لأن مياه النيل هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين ، وكما قال الرئيس فأن المساس بحصتنا في المياه أو التحكم في مجري النهر دون تعاون وتنسيق مسبق معنا هو خط أحمر بعد أن زاد التوتر عن حدوده الطبيعية، وبعد أن تجاوزت الاستفزازات الإثيوبية حدودها.
أزمة سد النهضة
وأوضح أن العمل العسكري قد لا يكون بديلا مناسبا نظرا لكلفة تأثير نتائجه الدولية ولكن ربما يكون هناك بصيص امل فى مواصلة السير في البدائل الأخري، خاصة وأن مصر لم تمانع في إقامة السد من حيث المبدأ وتحترم حق الجميع في التنمية .في الواقع فإن الحدث جلل وبالغ التعقيد لدرجة يصعب معها القرار.كما أنه فى نفس الوقت فإن الرضوخ للتعنت وسياسات فرض الأمر الواقع الإثيوبية والتحكم في مستقبل مصر وأجيالها القادمة أمر يستحيل السكوت عليه مهما كلفنا ذلك، وهناك بدائل متعددة لا تزال متاحة أمامنا منها استمرار مسار التفاوض واستخدام ما لدينا من أوراق تأثير أو ضغط او الاستعانة بالحلفاء من الدول والمؤسسات الدولية.
قد يهمك أيضا: