الإمام في الكونجرس.. قصة زيارة شيخ الأزهر عبدالحليم محمود لأمريكا
تحل اليوم الذكرى الـ111 على ميلاد قطب
الصوفية في العصر الحديث، الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الذي قدم للإسلام
فكرًا وعقيدةً وسلوكًا كانت أدلة وافية على عالمية قبلة العلم، الأزهر الشريف.
(الشيخ عبد الحليم محمود مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والسفير المصري أشرف غبريال)
في العام 1977 تم دعوة شيخ الأزهر عبد الحليم
محمود، بمبنى الأمم المتحدة بنيويورك لإلقاء محاضرة عن سماحة وعظمة الإسلام
وإنسانيته، وكان معه في تلك الزيارة الشيخ محمود خليل الحصري الذي قرأ القرآن
بالمبنى العالمي والكونجرس ورفع بهما الآذان، كخير شاهد على عالمية الدين الحنيف.
(الشيخ محمود خليل الحصري مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والشفير المصري أشرف غبريال)
عقب انتهاء المحاضرة قام الرئيس الأمريكي،
جيمي كارتر باستقبال الشيخ عبد الحليم محمود ومعه الشيخ الحصري، يصحبهما السفير
المصري بأمريكا، أشرف غبريال، وتم إهداء الرئيس الأمريكي نسخة صوتية من المصحف
المرتل بصوت الشيخ محمود خليل الحصري.
تبادل الرئيس الأمريكي الحوار مع شيخ الأزهر،
وأعجب جدًا بثقافته الموسوعية وإجادته التامة للغة الإنجليزية، وأبدى الرئيس
الأمريكي إعجابه بسبحة الإمام الأكبر فأهداها له، وقبلها الرئيس وسأله عن ثمنها!
فقال له الإمام "يا سيدى.. ليس بيننا حساب"،
فقال كارتر "ولكنه القانون عندنا يا سيدى"، فتبسم الإمام قائلاً "وهل
للهدايا قانون عندكم؟!"
فقال
كارتر "نعم.. إن الهدية إذا تجاوز ثمنها ثلاثين دولارًا لا يحق لي امتلاكها،
وهنا تكون الدولة أولى وأحق بها!!" فقال الإمام "إذن يحق لك امتلاكها
فثمنها لا يتجاوز حدها".
قدم الإمام الجليل درسًا في الجود والكرم، مؤكدًا سماحة الإسلام في تعامله مع الآخر دون تعصب أو تحفظ، وهو ما طبقه عمليًا لما قاله في المبنى الأممي، وأكد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على مرونة القوانين الخاصة ببلده في محاسبة المسئولين عن كافة الأشياء من أبسطها إلى أكبرها.