"إنا فدائيون".. أم كلثوم تخلّد ملحمة رأس العش ضد الإسرائيليين
في العام 1967 واجه الشعب المصري والعربي صدمة
هزيمة 5 يونيه وهو ما حجَّم من حلم الوحدة والقومية العربية، مع تقليص سمات النهضة
التي شهدتها مصر في الحقبة الناصرية، نتيجةً للضربة الغادرة التي وقعت باحتلال أراضي
عربية ما بين مصر وسوريا والأردن وفلسطين.
(معركة رأس العش)
لم تستمر تلك الصدمة في إحباط الشعب عن هدفه
الرئيسي، فكان للفن دوره الجوهري في شحذ همم الجميع لعبور اليأس والظلام، بالنور
والأمل عبر مشكاة الفن الصادق.
(ملحمة رأس العش في 1 يوليو 1967)
في الأول من يوليو من العام 1967 إندلعت
شرارة حروب الاستنزاف، من خلال معركة رأس العش التي قامت بها إحدى قوات الصاعقة
المصرية، بصدها لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومنعها من احتلال رأس العش بالقرب من
ضاحية بورفؤاد، كرد عملي وتوكيدي على أن الهزيمة لم تنل من عزيمة المصريين قيادةً
وشعبًا.
(الشاعر عبد الفتاح مصطفى)
دفعت تلك المعركة المهمة الشاعر عبد الفتاح
مصطفى بنسج كلماته الحماسية في قصيدة "إنا فدائيون"، التي شدت بها سيدة
الغناء العربي أم كلثوم، ولحنها عبقري الموسيقى العربية بليغ حمدي.
تقول كلمات القصيدة :
سقط النقاب عن الوجوه
الغادرة
وحقيقة الشيطان بانت سافرة
إنا فدائيون نفنى ولا نهون
إنا لمنتصرون
سقط النقاب عن الوجوه الغادرة
فلنضربن بكل كف قادرة
ولنرمين بكل روح هادرة
إنا فدائيون نفنى ولا نهون
إنا لمنتصرون
لا لا تفاهم
لا هواده في القتال
اليوم لا بترول بعده
ولا قنال تسعون مليون زحفًا للنضال
إنا فدائيون
نفنى ولا نهون
إنا لمنتصرون
لا يا عدوي يا ظهيرًا لعدوي
لا لن ترى بحري
ولا أرضي
ولا جوي
لا بل سأمضي
وانتصاراتي تدوي
إنا فدائيون
نفنى ولا نهون إنا لمنتصرون
خرج زئير الرفض للهزيمة من ملحمة رأس العش،
ليكتب في التاريخ أن أم كلثوم هي عدوة إسرائيل الأولى، لما يمثله صوتها من قيمة
حضارية وإنسانية تلهم الشعب العربي بأسمى درجات النصر والرُقي والتحضر في أصعب
اللحظات التاريخية.
(الموسيقار بليغ حمدي)
وأكد بليغ حمدي بعد تلحينه ل"إنا فدائيون" بأنه موسيقار المرحلة الإنتقالية بعد النكسة ووقت حروب الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم، لما حمله عوده من أوتار ذهبية تستطيع نسج ملاحم الشعب الخالدة المكونة من نغمات وموجات صوتية شامخة لا تقل شموخًا عن الأهرامات العظيمة.
